توصَّلت مصانع بيرلوتي إلى ابتكار أحدث التقنيات في مجال صناعة الأنسجة بهدف تطوير أقمشة تُعَد الأخف وزناً على الإطلاق واستخدامها في تصميم الملابس الصيفية العصرية المتينة إنّما الخفيفة خِفّ الريشة.
استُوحيت المجموعة من الهندسة المعمارية الحديثة التي تتميّز بها مدينة شانديغار في شمال الهند. وقد نفَّذ المُبدع “لو كوربوزييه” تلك الهندسة في أوائل ستينيات القرن الماضي. تنعكس الحدود البارزة الفاصلة بين مساحة الإسمنت العمرانية في المدينة والمنتزهات شديدة الخُضرة المحيط بها في ألوان الملابس الزاهية وتصاميمها ذات القصّات المحدّدة المعالم.
تتضمن ألوان المجموعة تلك المفضَّلة عند “لو كوربوزييه”، بالإضافة إلى مجموعة الألوان المعدنية التي استخدمتها علامة بيرلوتي في مجموعات أزياء المواسم الماضية، أبرزها البنفسجي الأيولايتي، والفيروزي، والأصفر الزركوني، والأخضر الزمردي، والأحمر الرودونيتي، والأزرق الكحلي النِبتونيتي، والأسود العقيقي، والرمادي بتدرجاته المحاكية للون النيزك والألمنيوم والكلسيوم. وتجدر الإشارة إلى أنّ كل أقمشة المجموعة، باستثناء قماش واحد، تتميّز بألوان ماتيّة تماماً.
وبالنسبة إلى تصاميم المجموعة، فتتضمن جاكيت ضيِّقة القَصّة بدون أي تفاصيل إضافية في البطانة، أي بدون حشوة على الكتفين أو تبطين داخلي، بالإضافة إلى سراويل واسعة عند القدمين وضيّقة عند المؤخرة والفخذين. كذلك، غاب التناسق بين الملابس عن المجموعة، إذ نلاحظ طغيان القميص الواسع المزوَّد بأزرار حتى الصدر على المجموعة بكاملها، سواء كان من القطن أو الجلد، ونرى ارتداء البدلات مع الحذاء الرياضي. وبالنسبة إلى السترات، فتتميّز بتصاميم كبيرة المقاس وواسعة جداً وتتوفر بقياس طويل وقصير. كذلك، تتمثَّل تقنيات بيرلوتي المُبتكَرة في تصاميم الأكتاف الجديدة وقصّات الأكمام المشابهة لقصّات أكمام لباس الكيمونو الطويل ومتوسط الطول، مجسِّدة بصورة أوضح الطابع غير الرسمي الطاغي على المجموعة الذي يتيح حرية أكبر في تحريك الذراعين ويساهم في إبراز شكل الجسم.
وفي هذه المجموعة، حرص فريق المصمّمين لدى بيرلوتي على ابتكار أقمشة جديدة خفيفة الوزن ومتينة وواقية من المطر قدر المستطاع. تتضمن تلك الأقمشة مزيجاً فنياً من قماش الحرير والقطن ورقيّ الملمس خفيف الوزن والواقي من المطر، بالإضافة إلى القطن ورقيّ الملمس المُعالَج بالمطاط، وهو قماش خفيف الوزن ورقيق وبالتالي مثالي لموسم الصيف، وقماش الموهير مع الصوف المُستخدَمين في تصميم البدلات، وجلد الكنغر الأخف وزناً على الإطلاق، ويتميّز بملمس الكتّان ويأتي بسماكة 3 ملم فقط. كذلك، تتضمن الأنسجة المُبتكرة الجلد المكسوّ بطبقة بودرة سائبة، وهو نسيج جديد ابتكرته بيرلوتي كما أنه عبارة عن جلد العجل الرقيق جداً المزوَّد بغشاء واقٍ من المطر، تمت معالجته لإضافة لمسة نهائية ماتية تماماً وشديدة الصِبغة. ونلاحظ في مجموعة بيرلوتي الجديدة استخدام الجلد المخمليّ الناعم المُعالَج بالمطاط في السترات، وهو النسيج الوحيد الذي يمنح لمسة نهائية لامعة في كل قطع المجموعة، وقد تم اختياره لإبراز التباين بينه وبين الأقمشة الماتية.
والجدير بالذكر أنّ كل الأقمشة المستخدمة في المجموعة خفيفة لا بل عديمة الوزن بقدر ما أتاحت الإمكانيات التقنية بذلك. وعلى سبيل المثال، تتساوى السترة والقميص في الوزن، فكلاهما غاية في الخفة إذ يدخل في تصميمهما مزيج من الأقمشة الخفيفة ورقيّة الملمس، وقد تم نزع البِطانة من كل السترات.
وبالنسبة إلى الملابس المغزولة من الحرير والصوف، فقد طُبِعت عليها خطوط أفقية. وقد تم استخدام مرذاذ الصِباغة في رش الخطوط الإضافية قبل تطبيق إنزيم عليها لتمييع الصِبغة وإضفاء لمسة نهائية ماتية.
