إن تصميم وخياطة الملابس حسب الطلب هو المرادف الأمثل لتصاميم الهوت كوتور النسائية في قاموس الأزياء الرجالية. وينبغي على الرجل أن ينأى بنفسه عن المفاهيم التقليدية إذا ما أراد رسم صورة جديدة لجسده من خلال الملابس. وبالنسبة لأول تشكيلة رجالية تطلقها “بالنسياغا” ضمن عرض أزياء خاص، حاول المدير الفني ديمنا فازاليا أن يرسي تصاميم رجالية جديدة من خلال الخياطة المخصصة التي لطالما شكلت الركيزة الأساسية لأسلوب العلامة.
كان مؤسس الدار كريستوبال بالنسياغا خياطاً متمرساً عرف قيمة نفسه قبل عملائه. ويضم أرشيف الدار التصاميم الرجالية الأولى التي أبدعتها يداه ببراعة فائقة لتلائم جسده بشكل خاص. واليوم، يتوجه فازاليا نحو تصاميمه الرجالية المخصصة ليبدع منها أنماطاً لا تقل فخامة ورقياً عن نظيراتها النسائية من “بالنسياغا”. ويركز في كلا التوجهين على قصات الأقمشة وعلاقتها المتبادلة مع الجسم البشري.
وتنطوي القطع الأساسية في التشكيلة على تناقض جذاب بين التصاميم الفضفاضة والضيقة واللتين – وبالرغم من تباينهما الدائم – تسلطان الضوء على التفاعل القائم بين بنية الجسم والتقنيات المستخدمة. وتستخدم القطع الفضفاضة أسلوب تصميم الأزياء لابتكار أحجام ضخمة تلف الجسم، وأشكال تبدو غير ملائمة بشكل متعمد، وأقمشة تحدد شكل الجسم. بينما تبدو التصاميم الضيقة ذات مظهر عشوائي يعكس المشاعر التي تتخبط داخل المرء، حيث تأتي الأكتاف مشدودة بطريقة مبالغ فيها والجذع ملفوف بإحكام، مما يجعل الجسم طوع أمر الأسلوب التصميمي لا أكثر.
ويستحضر أسلوب الحياكة طابعاً رسمياً عاماً. وتستمد أزياء السهرة إلهامها من أجواء الاحتفالات الكنسية الراقية، والتي ترتبط على نحو وثيق بالأزياء الرجالية الفاخرة. وتم استخدام الحرير المجعد – الذي حاكه خصيصاً مزودو الكرسي البابوي الأعظم باللونين الأرجواني الخاص بالطقوس البابوية والأحمر الكاردينالي – لتردد صدى هذه التصاميم بشكل واضح.
وتتمحور تشكيلة “بالنسياغا” هذه حول فرض التغيير من خلال الأزياء، واللعب على وتر الاستخدام البارع للأقمشة لتلائم الموضة والجسم في آنٍ معاً، وبالتالي تغيير صورة كل منهما خصوصاً وأن الأزياء تؤثر على نظرة الناس للمرء.